بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهوال يوم القيامة
قال تعالى في كتابه المحكم الكريم:
(فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين # يغشى الناس هذا عذاب اليم )
ولقد ذكر المفسرون آراء عديدة في تفسير هذه الاية نذكر ثلاثة منها :.
الاول :يـرى الـبعض ان الدخان اشارة الى عذاب يوم القيامة وهو دخان مرعب شره مستطير يظلل رؤوس المجرمين ولكننا نرى هذا الاحتمال بعيدا لاننانجد في ذيل الاية ان المجرمين يطلبون رفع هـذا الـعـذاب الالـهـي ويظهرون الايمان وياتيهم الخطاب:
(انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون ) الدخان ـ 15.
فـلا يـمـكـن تصور وقوع هذا المعنى في يوم القيامة خاصة وان الاية التي بعدهاتشير الى القيامة وعـقـوباتها بشكل مستقل وهذا يدل على ان ما ذكر قبلها يتعلق بغير
يوم القيامة (يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون ) الدخان ـ 16.
الثاني :يرى ان الاية تشير الى ان الكفار بعد ان حلت بهم المجاعة والجدب جاؤوا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلبون منه الدعا لرفع هذا العذاب فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرفع العذاب عنهم ولكنهم عادوا الى عتوهم وجحودهم .
وبناءاً على ذلك فان الدخان هنا يراد به المعنى المجازي لأن الأدب العربي يستخدم كلمة دخان كناية عن الشر والبلاء الغالب ..
او قـد يـراد بـالـدخان الاتربة والغبار الذي يغطي صفحة السماء اثناء سنوات القحط حيث لا وجود للامطار التي تزيل هذا الغبار وهذه الاتربة من هنا يطلق على سنة القحط بـ (السنة الغبراء) او (عام الرماد).
والـمـأخذ الذي يؤاخذ عليه هذا التفسير هو أن الدخان الوارد في الاية الكريمة لم يستعمل بمعناه الحقيقي وقد حمل على معناه المجازي بدون اي قرينة .
اما الثالث : فيرى ان الاية تشير الى احدى علامات قرب القيامة حيث تغطى السماء بدخان مبين فيلجا الناس الى لطف اللّه تعالى ليكشف عنهم العذاب فيرفع بكرمه ولطفه عنهم قليلا منه ورغم كل هذا لا يؤمن المنكرون .
ان هـذا الـتفسير اضافة الى كونه مطابقا لظاهر الاية فانه يتفق مع الاخبارالمتعددة التي وردت في مصادر تفسير الشيعة والسنة , ونقرا هنا حديثا عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول
عن حذيفة قـال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: اول الايات خروجا الدجال ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عـدن ابـيـن تـسـوق الناس الى المحشر تبيت معهم اذا باتوا وتقيل معهم اذا قالوا , وتصبح معهم اذا اصبحواو تمسي معهم اذا امسوا قلت : يانبي اللّه وما الدخان ؟ فتلا هذه الاية
فارتقب يوم تاتي السما بـدخـان مـبين ) يملأ مابين المشرق والمغرب يمكث اربعين يوما وليلة اماالمؤمن فيصيبه منه شبه الزكام واما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج الدخان من فمه ومنخره وعينيه واذانيه ودبره ) .
ولـقـد ورد هـذا الـمـعنى في مصادر الشيعة بشي من الاختلاف فنقل الامام علي عليه السلام:عن الرسول الاكـرم صلى الله عليه وآله وسلم
عـشـرة قـبل الساعة لابد منها : السفياني ,والدجال , والدخان , والدابة , وخروج الـقـائم , وطـلـوع الشمس من مغربها , ونزول عيسى عليه السلام, وخسف بالمشرق , وخسف بجزيرة العرب , ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس لى المحشر ).
وقد وردت روايات اخرى تؤيد هذا المعنى .
وبناءاً على ذلك يكون التفسير الثالث للاية الشريفة هو التفسير الافضل .
هذه هي اهم (اشراط الساعة ) التي ذكرها القرآن الكريم .
الفصل الثاني .
العلامات التي تنذر بنهاية هذا العالم :
يـستفاد من طائفة اخرى من ايات القرآن الكريم حدوث اضطراب عظيم في نظام الكائنات والارض والـسـمـا بنهاية هذا العالم وبتعبير آخر ان انتها العالم لايكون تدريجيا وانما يكون مباغتا ومقترنا بمشاهد وحوادث مرعبة .
ومن جملة هذه الحوادث التي تعد قسما من علامات الساعة ما ياتي :.
تلاشي الجبال:
لـذا ورد هـذا الـموضوع في آيات متعددة من القرآن الكريم وذكر له عدة مراحل مختلفة ويمكن تقسيمها وتلخيصها في سبعة مراحل هي :
1 ـ المرحلة الاولى :اهتزاز الجبال : ( يوم ترجف الارض والجبال ) المزمل ـ14.
2 ـ المرحلة الثانية : قلعها : ( وحملت الارض والجبال ) الحاقة ـ14.
3 ـ المرحلة الثالثة : تسييرها : ( وتسير الجبال سيرا ) الطور ـ10.
4 ـ المرحلة الرابعة : الدك والهدم ( فدكتا دكة واحدة ) حاقة ـ14.
وفي هذه المرحلة تصبح الجبال كالكثبان المتراكمة ( وكانت الجبال كثيبامهيلا ) المزمل ـ14.
5 ـ الـمـرحـلة الخامسة : تصبح فيها الجبال كالغبار المتفرق ( وبست الجبال بسا فكانت هبا منبثا ) الواقعة ـ5 ـ6.
6 ـ المرحلة السادسة : تكون الحبال فيها كالعهن المنفوش اي كالصوف المندوف المتطاير في الريح الشديدة ولا يرى في السما الا لونها ( وتكون الجبال كالعهن المنفوش ) القارعة ـ5.
7 ـ المرحلة السابعة : تلاشي الجبال ولا يبقى منها الا شبح كشبح سراب في صحرا قفر( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) النبا ـ20.
وهـكـذا سوف تزول الجبال تماما ولا يبقى منها اي اثر وتبدل الى ارض مستوية لا نرى فيها عوجا ولا امتا ( فيذرها قاعا صفصفا ) طه ـ106 ((10)) .
والـسؤال الذي يطرح هنا هو هل ان هذه الحوادث العجيبة والمرعبة تقع للجبال على اثر انفجارات داخـلـيـة فـيـها واندثار لنظامها الذري وتحرر الطاقة الكامنة في داخلها ؟
ام انها على اثر ضربة خارجية توجه اليها من اصطدام الاجرام السماوية بسرعة وجاذبيه عالية بعضها مع البعض الاخر ؟ ام هناك علل اخرى لم يكتشفهاالعلم اليوم ؟.
لا يـمـكـن لاي شـخص اعطا جواب صحيح عن هذه الاسئلة فالعلوم اليوم عاجزة عن تفسير هذه الظواهر.
ان هناك انفجارات عظيمة حدثت وتحدث في الاجرام السماوية , ولكن العلم يعجز عن تفسير علل تلك الانفجارات فنحن لانعرف الا ما اخبرنا عنه القرآن من ان هذه الحوادث تقع في نهاية هذا العالم .
وفيما بعد نكمل بقية أهوال يوم القيامة ..
أتمنى منكن التفاعل ومساعدتي في طرح البحث جزاكم الله خير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته