nadooi عضو نشيط
عدد المساهمات : 92 نقاط : 261
| موضوع: عباد الليل السبت يوليو 09, 2011 1:37 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم (( عبـاد اللـيــل )) حين يمد الليل رداءه.. ويعم الكون بسواده.. فتسكن الحركات.. وتهدأ الأصوات.. فلا يبقى إلا غارق في لذيذ السبات.. أو هائم في افتراق الموبقات .. هناك نجد أقواماً قد صفوا أقداما .. أسهرهم الإشفاق من عذاب ربهم الخلاق .. ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءاً بما كانوا يعملون )) عـبـاد اللـيــل إذا جنّ الليل سهروا,وإذا جاء النهار اعتبروا,وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا,وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا الـقـانـتـون المـخــبـتـون لربـهم الناطـقـون بأصـدق الأقـوال يـحـيـون ليـلهـم بـطـاعـة ربهم بـتــلاوة وتـضــرع وسـؤال وعـيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهـمال الوابل الهطال في الليل رهـبان وعـند جـهادهم لعـدوهم من أشـجع الأبطال وإذا بـدا عـلـم الرهـان رأيـتـهم يتـسابقـون بـصالح الأعمال بـوجـوهـهم أثر السجـود لربهم وبها أشـعة نـوره المـتـلال قوم كرام السجايا أينما جلسوا.. يبقى المكان على آثارهم عطرا .. قدوتهم الحبيب الهادي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه .. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : يا عائشة ألا أكون عبداً شكورا .. عـبـاد اللـيــل * قوم مشغولون عن النوم المريح بما هو أروح منه وأمتع .. مشغولون بالتوجه إلى ربهم .. وتعليق أرواحهم وجوارحهم به .. وهم في قيامهم وسجودهم تمتلأ قلوبهم بالتقوى والخوف من عذاب جهنم..(( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقراً ومقاما )) عـبــاد اللـيــل لنفوسهم الخيرة علامات .. الجد في الغالب .. والحذر من الزلل .. والاحتقار للعمل .. والقلق من السابقة .. والجزع من حذر الخاتمة .. فترى أحدهم في ليله يستغيث إستغاثة الغريق .. ويلجأ لجأ الأسير .. الذل لباسه وسهر الليل فراشه .. وذكر الموت حديثه .. والبكاء دأبه .. عـبــاد اللـيــل .. قوم سمعوا قول حبيبهم صلى الله عليه وسلم فامتثلوا .. قال صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) . . . وقال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ) عـبــاد اللـيــل قوم ذوب الحزن أكبادهم .. وانحل الخوف أجسامهم .. وغير السهر ألوانهم .. وأقلق خوف البعث قلوبهم .. نفوسهم عن الطاعات لا تسلوا .. وقلوبهم عن ذكر الله لا تخلوا ..الخشوع يخشع لهم إذا سكنوا .. والدموع تخبر عن خفي حرقتهم إذا كمدوا .. بـكى البـاكـون للرحـمن لـيـلاً وباتوا دمعـهم لا يـسأمون بـقـاع الأرض من شـوق إليـهم تحن متى عليها يسجدون عـبــاد اللـيــل لما رأوا أن الليل قد هجم عليهم .. ونظروا إلى أهل الغفلة قد سكنوا إلى فرشهم .. قاموا إلى الله سبحانه وتعالى فرحين مستبشرين بما قد وهب الله لهم من حسن السهر .. وطول التهجد ..فاستقبلوا الليل بأبدانهم .. وباشروا الأرض بسفاح وجوههم .. فانقضى عنهم الليل وما انقضت لذتهم من التلاوة ..ولا ملت أبدانهم من طول العبادة .. فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربح وغبن ..
أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة .. وأصبح هؤلاء متطلعين إلى مجيء الليل من جديد .. وشتان ما بين الفريقين .. علموا أن مولاهم سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا .. فيقول [ هل من سائل فأعطيه , هل من تائب فأتوب عليه , هل من داع فأستجيب له ) ..فعشقوا الليل لحبهم مولاهم .. وألفوا ظلمته لأن محبوبهم يسمعهم ويراهم .. فهو سبحانه ( بصير ) يبصر دبيب النملة السوداء .. على الصخرة الصماء.. في الليلة الظلماء .. ( سميع ) يسمع جري الماء في العود , ووقع قوائم الذرّ على البر .. عـبــاد اللـيــل العبادة حرفتهم..والآخرة همهم.. يذكرون في الخلوات الخطيئات .. ويرسلون على الوجنات العبرات .. يناجون الرحمن..ويطلبون الجنان.. ويخافون النيران.. أخمصوا لربهم البطون عن مطاعم الحرام .. وأغمضوا له الجفون عن مناظر الآثام .. وقيدوا له الجوارح عن فضول الكلام .. وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام .. إذا جن عليهم الليل فباتوا ساهرين..وناداهم منادي الصلاح (حي على الفلاح) فقاموا متهجدين..وهبت عليهم رياح الأسحار فتيقضوا مستغفرين.. فلما رجعوا وقت الفجر بالأجر نادى منادي الهجر (ياخيبة النائمين) (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )) عـبــاد اللـيــل إذا جنهم الليل , واختلط الظلام , وفرشت الفرش , ونصبت الأسرة , وخلا كل حبيب بحبيبه .. نصبوا لله أقدامهم , وافترشوا له وجوههم , وناجوه بكلامه , وتملقوا له بإنعامه .. فبين صارخ وباكِ .. ومتأوه وشاكِ .. وبين قائم وقاعد .. وبين راكع وساجد .. فـلله درّ الـعـارف الـنـدب إنـه تفـيـض لفـرط الوجـد أجـفانـه دماً يقـيـم إذا ما اللـيـل مـد ظـلامه على نـفسه من شـدة الخـوف مأتما فـصار ضـرير الهم طـول نهـاره أخ الزهد والنجوى إذا الليل أظـلما يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي كـفى بك للراجـين سـؤلاً ومغـنما عـبــاد اللـيــل منهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذين قال عنهم الإمام علي رضي الله عنه وهو منهم { لقد رأيت أثراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أرى أحداً يشبههم, والله إن كانوا ليصبحوا شعثاً غبراً صفرا, بين أعينهم أمثال ركب المعزى, قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم, إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الريشة في يوم ريح , فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم , والله لكأن القوم باتوا غافلين ) مـنع الـقـرآن بوعـده ووعـيده مقل العيـون بليلها لا تهجع فهموا عن الملك الكريم كلامه فهماً تذل له الرقاب وتخضع عـبــاد اللـيــل منهم من كان يقتسم الليل مع امرأته وخادمه فيصلي كل واحد منهم ثلثه ..ومنهم من كان إذا دخل فراشه في الليل أخذ يتقلب عليه بمنزلة القمحة في المقلاة فيقول ( اللهم إن النار قد أذهبت عني النوم ) فيقوم يصلي حتى يصبح ..منهم من أقتسم الليل مع أمه وأخيه فلما ماتت الأم إقتسمه مع أخيه فلما مات أخوه قامه كله .. ومنهم من إذا قيل له ألا تستريح لك في الليل ساعة .. قال ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام حتى تورمت قدماه مع أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. فكيف أنام وأنا لم أعلم أن الله غفر لي ذنباً واحداً ).. ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقراً ومقاما ) عـبــاد اللـيــل منهم من كانت أمه تناديه ( يا بني , ألا تنام ) فيقول ( يا أمة , من جنّ عليه الليل وهو يخاف البيات حق له أن لا ينام ) وتقول له ابنته ( يا أبتي , مالي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام ) فيقول ( إن النار لا تدع أباك ينام )ومنهم من كان يقول ( ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل ) يـصـفـون بـاللـيـل أقـدامـهـم وعـيـن المهيـمن ترعـاهم فـطـوراً يـنـاجـونـه سـجــداً ويبكون طـوراً خـطاياهم إذا فـكروا في الـذي أسـلـفـوا أذاب القـلـوب وأبـكـاهم وإن يسكن الخوف لا ذوا به وباحـوا إليـه بـشـكواهم فـألـزمـهـم بـاب مـرضـاتـه وعن سائر الخلق أغناهم فـمـا يـعـرفـون سـوى حـبه وطاعـتـه طـول محـياهم عـبــاد اللـيــل ومنهم من كانت تحي الليل صلاةً فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وهي تقول ( يا نفس النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبور على حسرة أو سرور ) ..ومنهم من كانت تبكي حتى يرحمها من رآها فإذا لاموها على ذلك قالت ( لو رأيتم بكاء العصاة يوم القيامة لقلتم إن هذا البكاء كاللعب ) عـبــاد اللـيــل * لو رأيتهم في الدجى بين الخوف والرجاء.. متعبدهم يتململ ويخاطب نفسه ( أتريدين إدراك المعالي رخيصة ..ولا بد دون الشهد من إبر النحل ) وباكيهم يستغيث ( قصرت دموعي عن مدى حزني ) وملتاعهم يلوم نفسه ( أيها الغافل , رحلت القوافل , كيف يكون حال المستهان .. إذا فوضت الخيام ) عـبــاد اللـيــل * لما وجدوا لذة السهر المباح .. وأن من خالف هوى نفسه استراح .. نادوا على المقصر الذي أثخنته الجراح : ( ما أنصفت ربك أيها المقصر , يذكرك وتنساه , ويدعوك إليه فتذهب إلى غيره , ويذهب عنك البلايا وأنت معتكف على الخطايا , يسترك فتعصي , ويقربك وأنت لنفسك تُقصي , أما تستحي إذا قال لك غداً : ما اعــتـــذار !! ) ما زلـت دهـراً للـقـلى متـعرضـاً ولـطـالـما قـد كنـت عـنا معـرضـا جـانـبـتـنـا دهـراً فلـما لم تجـد عوضاً سـوانا صرت تبكي ما مضى لو كنـت لازمت الـوقـوف ببابنا للبـست من إحـساننا خلع الرضى لكن هـجرت حقـوقـنا وتركـتها فلـذلك ضـاق علـيك متـسع الفـضا من ذا يـطـيـق صـدودنا أو من له صبر على سيف الصد ود الممتضى يا عبد شهوته .. يا قتيل غفلته .. يا أسير بطالته .. أجلس ساعة في بيت الفكر .. وصح على نفسك بصوت اللوم ( أما تعبت الرواحل في أسفار الجهالة, أما أخذ الفراق حظه من يعقوب, أأبقى السقام موضعاً في جسم أيوب) فإذا جن الليل فالحق بركب المتهجدين.. وزاحم زمرة المستغفرين.. هم أولاء ينادونك : قـم اللـيل يا هـذا لعـلك تـرشـدٌ إلى كم تـنام اللـيل والعـمر ينـفـدٌ أرآك بطول الهجر ويـحك نائماً وغـيـرك في مـحرابـه يـتـهـجـدٌ ولـو عـلم المُـطـال ما نـال زاهـد من الأجر والإحسان ما كان يرقدٌ أترقـد يا مغـرور والنـار توقـدٌ فلا حرها يطفى ولا الجمر يخمدٌ (( الـــدعــــاء )) اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك , اللهم أظلنا تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك , رب أوزعني أن أشكر نعمتك علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه , وأصلح لي ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين , رب اغفر لي ولوالدي , رب ارحمهما كما ربياني صغيرا , رب اغفر لي ما لا يعلمون , ولا تؤاخذني بما يقولون , واجعلني خيراً مما يظنون .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
مجهود منقول من التحفيظ | |
|
سالبة عقول عضو يستحق تقدير
عدد المساهمات : 1578 نقاط : 2903
| موضوع: رد: عباد الليل الأحد يوليو 10, 2011 7:30 pm | |
| مشكوووورة على الموضوع الجميل | |
|