أحبــــكـ فوق أحتمـــــال الخلايا!
أحبك حقاً
ولا تسألني لماذا أحبُ؟
وكيف أحبُ؟
فهل يـُسألُ الغيثُ كيف انهمرْ؟
وكيف أفاقتْ زهورُ الربيعِ
وكيف شذاها الزكيُّ انتشرْ؟
أحبك أنت
لأنك أنت
فأنت النسائمُ وقتَ السَحَرْ
وأنت الندى فوقَ خدِّ الزهرْ
وأنت الرياضُ..
بثوبِ المطرْ
بعطرِ المطرْ
بنقر المطرْ
تضورتُ شوقاً
زماناً طويلاً
لما خَبـَّأتـْهُ سـِلالُ القدرْ
إلى أن أتيت بنصفِ العُمُرْ
بكفيك شهدٌ ..
ومهدٌ ..
وألعابُ طفلٍ..
وأحلى ثمرْ
وأرجعت عقرب عُمري لنصفٍ
وربعٍ ..
لأحلى سنينٍ محاها الضجرْ
وغنيت لي أغنيات المنامِ
وسرَّحتـني من سجونِ السهرْ
وأركبتـني فوق ظهرِ الغمامِ
وأرجحتني في شعاعِ القمرْ
لأنسى انسحاقي..
وأنسى احتراقي..
وتبقى أنت.. بكل البشرْ
بكفيك طفلٌ
طريُّ الفؤادِ
حييٌ
شقيٌ
لذيذ العنادِ..
قليلُ السفرْ
أحبك..
لاتهرب في سؤالٍ برئٍ
لماذا؟
وكيف؟
وأنت حصارٌ بمدِّ البصرْ
تخبأتُ لحناً.. فصرت الوترْ
وأصبحتُ شهراً.. فصرت القمرْ
فكيف سأهربُ.. أين المفرْ؟
وأيضاً: لماذا؟
لماذا؟
لأنك حين إشتعاليَ حزناً
تصير دون رجائيَ ألطفْ
لماذا؟
لأنك حين أروغُ بعيني..
تهب ريحاً من الريحِ أعنفْ
لماذا؟
لأنك حين تروق جداً..
ألاقي فتىً من النفسِ أظرفْ
أحبك..
ليس لديَّ اختيارْ
وقد أصدرَ القلبُ هذا القرارْ
فـ خلِّي التغابي.. وخلِّي الخـَفَرْ
فما بعدك..في حياتي هدايا
ولا قبلك.. في حياتي هدايا
أحبك
فوق إحتمال الخلايا
وفوق الأماني..
وفوق الخيالِ..
وحدَّ إغتيالي..
أحبك
فوق التشابيهِ
فوق البلاغةِ
فوق الصُوَرْ
أيا رجلاٌُ
غيـَّر لي حياتي
ولونَ حياتي
وطعمَ حياتي
أيا رجلاً
أصبحت لي حياتي
أحبك..
لاتسألني لماذا؟
فهذا قضائي
وأغلى قـَدَرْ