عقوبة التجسس

موضوع: عقوبة التجسس الأحد مايو 29, 2011 6:27 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

عقوبة التجسس
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: " من تسمَّع حديث قوم وهم له كارهون صُبَّ في أذنيه الآنُكُ يوم القيامة "

يعني الرصاص، أخرجه البخاري.

الشـــرح
هذا الحديث فيه وعيد شديد في التجسس على كلام الآخرين
"من تسمع حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم
القيامة " وهو الرصاص المذاب، وهذا عذاب من جنس الذنب؛
لأنه اجتهد في أن يسمع حديثا لا يجوز أن يُتَسَمع، فكان الجزاء أن يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة. وهذا الحديث رواه
البخاري: " من تحلَّم حلما لم يره، كلف أن يعقد بين شَعِيرَتين،
ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة، أُمِر أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ"

ورواه البخاري أيضا من رواية شعبة عن عكرمة عن أبي
هريرة مختصرا: " من تحلم، من استمع، من صور"
مختصرا والمعنى يعني بتمامه.
وهذا واضح فيما إذا كان المتسارُّون ابتدءوا الحديث قبل حضوره، ودخل عليهم

أو

ورد عليهم
فلا يجوز أن يستمع لهم،

أما إذا كانوا سويا فلا يجوز أن ينفصلوا عنه بسر إلا أن يكون
معهم غيره، ثالث، كما تقدم في حديث ابن مسعود، حيث قال:
"حتى تختلطوا بالناس" ومعناه في حديث ابن عمر قال: "حتى
تختلطوا بالناس".

وكذلك إذا كان الاستماع لأجل درء شر ومفسدة، مثل أن يجتمع
قوم على مفسدة يخشى أن تفوت في فساد أو قتل أو اجتماع
على شر، في هذه الحالة يكون استماع الحديث من باب درء
المفسدة.

ومن الاستماع المنهي عنه كونه يخادع الصغار والصبيان، حتى يعلم أحوال أهليهم، هذا أيضا يدخل فيه هذا الحديث.

ولو أن إنسانا خدع الصبيان الصغار حتى يخبروه بأحوال أهليهم هذا أيضا من الأمر المنكر الذي لا يجوز، وربما كان أقبح من
استماع حديث القوم الذين يستمع إليهم وهم كارهون؛ لأن الذين يستمع إليهم قد يحتاطون ويكونون قوما مدركين بالغين
يفهمون، فربما لم ينل شيئا أو ربما لو أنه استمع هم يعلمون
أنه لا مضرة عليهم في ذلك، لكن حينما يخادع الصغار، قد يتكلم الصغير بأمور من خصوص الأسرار التي يستغلها هذا الظالم
المعتدي فيشيع، فيكون فيها من المفاسد أعظم من المفاسد التي
تترتب على استماع أو التسمُّع لحديث قومٍ وهم له كارهون.

وهذا من عظيم صيانة الشرع لأمور الناس، وأحوالهم، وأسرارهم.

ولهذا إذا استأمن الإنسان إنسانا على حديث فلا يجوز أن يبوح
به، كما وقع لجمع من الصحابة مع النبي -عليه الصلاة
والسلام- فيما يُسرُّ به إليهم، فلم يكونوا يتكلمون بذلك بل
يحفظون الأمانة، وفي حديث جابر: " إذا حدث الرجل فالتفت
فهي أمانة" يعني إذا كان يلتفت ويتحدث ففيه إشارة إلى أنه
يسره ويحفظه، وفيه إشارة إلى أن من جاء وعلم أنه لا يريد أن
يسمع فإن الواجب عليه أن يبتعد؛ لأن هذه إشارة بالفعل من
جهة أنه يريد عدم الاستماع، إذ لو أراد أن يُستمع إليه لأشرك
غيره إما بصريح الدعوة أو بالجهر به.

شكرا على المرور الجميل

» هل تعلم عقوبة زنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
» عقوبة البخل
» عقوبة عقوق الوالدين