حبى الله الشعوب صفات مميزة وفارقة، تكون سببا لبقائها وشهرتها، وفي تلك الشعوب توجد قبائل وعوائل تتميز بخصال تلازم ابنائها لمدى بعيد.
وكرم الله البلوش بتمام في الخلقة وخصال حميدة ، واكثر ما يميزهم هو الجمال والشجاعة والوفاء.
واليوم احدثكم اعزائي، اعضاء ملتقى القبائل العربية الكرام، عن وفاء البلوش.
كم هو جميل ومدعاة للمفخرة والاعتزاز، عندما يشيع بين الناس، ان "ولاء البلوش شديد" ووفاؤهم اسطوره حاضرة للابد.
ضرب البلوش في منطقة الخليج امثلة رائعة على وفائهم واخلاصهم لاخوانهم العرب، وتلبيتهم لنداءات الاستغاثة، ومشاركتهم محنتهم في مواجهة المخاطر.
ففي عمان التاريخ والحضارة، تشهد حصونها وقلاعها - كقلعتي الميراني والجلالي في مسقط - على ما كان للبلوش من دور في استقرار وتوسع الامبراطورية العمانية، فالبلوش حموا عمان من الخطر الشيوعي اليمني الجنوبي، فجنبوا ظفار الابية وضواحيها براثن الكفر والالحاد، وساهم البلوش في طرد البرتغاليين من عمان ، ومن السواحل الشرقية الافريقية في تنزانيا وحواليها، فقد قاد بن شتوهان البلوشي الاسطول العماني الذي ذهب لنجدة اخواننا المسلمين في شرق افريقيا.
وفي الامارات، استماتت عشائر الرند من المير والطواهر وغيرهم في الذود عن سيادة القبائل العربية المحالفة لهم، فسيرة ابناء بركت معطرة بدمائهم الزكية التي اندفعت في حروب احلافهم القواسم مع القبائل المعادية، فاستحقوا ولاية كلباء في زمن ليس ببعيد، واما ابناء عمومتهم الطواهر ، شهد لهم الشيخ حميد النعيمي وابناؤه الكرام مواقفهم النبيلة في الدفاع عن سيادة عجمان واستقرارها، وللرئيس دوست محمد كرمداد طاهر اطلال تشهد على نخوته وبسالة قومه في حروب النعيم، وهناك مواقف اخرى للبلوش مع آل نهيان وآل مكتوم، لا يسع قلمي ووقتي ذكرها.
وفي البحرين ،تشهد قلاعها الحصينه كالديوان والعراد وبوماهر مرابطة "اولاد محمد" للدفاع عن تخومها وثغورها من خطر الدولة الفاجارية الايرانية الغازية.
وليس بغريب اليوم على ابناء العمومة، ابناء خليج العطاء والكرم، ان يأووا ابناء البلوش بمختلف قبائلهم في اراضيهم، فالبلوشي الاصيل يتمتع بكل حقوق المواطنة في كثير من دول الخليج، وحتى ممن لا يملكون الاوراق الثبوتية يجدون مؤخرا تعاون مثمر من حكومات هذه الدول. فكل الشكر والامتنان من القلب لابناء الخليج العربي على مواقفهم الطيبة والمشهودة مع القبائل البلوشية.